Wednesday, November 2, 2011

...طول ما ندى قفانا للجاموسة عالترعة

قراءة سريعة للتطورات الأخيرة (ماشى؟ قراءة يعنى استنباط)

حيث أن الكرة البللورية التى تنبئ و تتوقع الأحداث مازالت تعطى تقديرات دقيقة الى حد كبير (أعتقد 90% معدل مش بطال أبدأ) يبقى خلونا نفكر مع بعض شوية.
يوم 10 فبراير دار حوار مهم بين بعض الأصدقاء بعد الخطاب الأخير للمخلوع و الذى قوبل بالنعال فى الميدان. النغمة و التوجه المعروض فى النقاش مستمر من نفس الأطراف حتى الآن مما يؤيد ان تناول الكثيرين منا للأحداث هو انفعالى عاتشفى و ليس عقلانى فى واقع الأمر.
ما علينا
المهم، أحد وجهات النظر كانت إن الموضوع كده وسع و مش نافع الاستمرار فى الضغط لأن الراجل مش ناوى يتّعتع و الجيش مش راضى يشيله يبقى لازم يبقى فيه مفاوضات و تنازلات متبادلة و الا البلد حتتحرق. وجهة النظر الأخرى كانت أنه قد سبق و حذرنا ان المظاهرات دى مش نافعة و العند ده مش معقول أبداً و كده خلاص الناس طالعة على القصر الجمهورى و البلد راحت فى الكازوزة و الحقونا بكباية ميه.

النظرة الثالثة (طبعاً عارفين مين!) ان وقت التراجع فات من زمان - من يوم الجمل و ليلتها - و الموضوع فعلاً حياة أو موت ، قاتل يا مقتول و خاصة بعد تصريحات عمر سليمان و تهديده المستتر (فى حديث مع قناة ABC على ماأتذكر) انه حيبعت "يتكلم" مع أهالى الشباب المعتصم و لما المذيعة قالت بس أهلهم هناك معاهم قال خلاص حنكلم جدودهم و جداتهم عشان يعقلوا الأولاد و الأحفاد !
بالإضافة لذلك كان الرأى ان الكلام فى الخطاب لم يكن مجرد عناد أو غشومية بل كان مقصوداً أن يكون متعجرفاً و متكبراً. و سبقه شحن شديد من تصرفات و تصريحات عمر سليمان (بعد أن فشل فى شق الصف بالمفاوضات و الاجتماعات مع أحزاب الضياع و عواجيز مكتب الإرشاد) بأن الشعب مش جاهز للديمقراطية و مكانة مبارك الأب و مش ممكن حتفضلوا قاعدين و الدولة قوية و صبرنا سينفذ... الخ.
شحن رهيب ثم تسريب أخبار أن المخلوع سيلقى خطاب و الروينى يبشر الناس فى التحرير انهم حيسمعوا أخبار كويسة و يأتى الخطاب المتعجرف الواطى ليشعل غضب الناس. الهدف؟ أن تتحول الاعتصامات و المظاهرات الى تكسير و حرق و فوضى و عنف و لا يكون أمام المجلس المحترم الا فرض الأحكام العرفية و التدخل الفورى بقوات الجيش لإنقاذ البلاد من الدمار. عندها لن يرفض قادة الوحدات الأوامر.

قوم ، نقبه جه على شونة و الناس لم تقتحم و لم تحرق و مسكت نفسها – الخطة البديلة تم دفعها فوراً : زجاجات المياه و العصير للجماهير أمام التليفزيون و القصر الجمهورى ثم الكلمة التاريخية لعمر سليمان و الراجل اللى وراه. و هييييييه مصريتنا حماها الله و الجيش والشعب ايد واحده.
الباقى كلنا عارفينه و عشناه مع بعتشينا. شوية عاشوا فى أحلام و أوهام "حسن الظن" و البعض الآخر – القلة – عمال يصوت و يشق هدومه و يدلق جرادل تلج على دماغ الباقيين يمكن يقوموا من النوم و يشوفوا البلوة اللى حطت على البلد و التفريغ و الاستنزاف الممنهج للثورةو للأسف ما حصلش نصيب. بالتدريج الموضوع كان عمال يوضح بدرجة تذهل ان فيه ناس كتير برضه مش شايفة.


ايه كل الكلام الملعبك ده؟ و ليه؟


لأن الموضوع بيتكرر تانى بنفس الطريقة ، ما هو أصله كتالوج متحضر و متذاكر بمساعدة أبالسة من الجيران و الحلفاء عبر البحار و المحيطات و متوزع على الحكام العرب كلهم. الحركة الواطية بتاعة ماسبيرو ، التليفزيون حاول يقوّم المسلمين عشان يدبحوا فى الأقباط و لما ما نجحتش اللعبة راحوا يجرجروا الشباب و يتهموها فيهم. و الناس تشيط أكتر. و يستمر الشحن، اللقاء الفاكس مع ابراهيم عيسى و منى الشاذلى و الاعلان بوقاحة انهم قاعدين لغاية 2013 و انتهى الأمر بالوثيقة العظيمة امبارح.
كلنا عارفين (حتى اللى عامل فيها عبيط برضه عارف) إن وراهم بلاوى و فلوس مسروقة و عمولات و عارفين انهم ممسوك عليهم كوارث من مخابرات الحبايب، و عارفين ان كل التربيطات مع الدقون اتعملت علشان يضمنوا ان البلد تفضل فى ايدهم و ما حدش يحاسبهم  بعد الانتخابات الهلس اللى جاية.

ساذج مين بقى اللى يعلن و يحاول يمرر الموضوع ده دلوقتى؟ و ليه؟ ده لسه محذرينكم أكتر من مرشح رئاسى انكم تطلعوا جدول تسليم السلطة بمواعيد واضحة بحد أقصى ابريل 2012، و يوم الجمعة قالوا حنعتصم لو ما اتلميتوش، يبقى النتيجة و الرد بالكلام ده؟ طبعاً الناس حتغضب و تطق من جنابها و الغضب مع الشحن يعمل ايه؟ تانى الأمل من عندهم فى انفجار و عنف و بهدلة يوم 18 علشان يلموا الدور و نخلص. و بكده نبقى خلصنا من مشكلة الخوان كمان لأنهم مش مضمونين بعد ما يقعدوا فى المجلس يقلوا عقلهم و يقلبوا عليهم. ما حصلش خير و بركة يبقى نطلعلهم وعد و لا اتنين من نوعية البيانات السابقة (ألا ضحيح هم بطلوهم ليه و وقفوا على رقم كام و لا يمكن عليهم فلوس ايجارالصفحة خلص و مش لاقيين ؟) و نبقى عرفنا حيحصل ايه لما الدستور المحترم يطلع بوكسته من مجلس الشعب (قصدى مجلس الطراطير).
على فكرة الاكتفاء بالقول بأنهم سذج و أغبياء ليس من الحكمة اطلاقاً: الساذج هو من يفترض السذاجة فى الخصم الخبيث الذى نجح فى استنزاف و تفريغ الثورة من الزخم و الطاقة و حوّل اللوم بل و الاتهام إلى من أشعلوشرارتها.  

طول ما حنا موكوسين و سايبن قفانا يخلل فى الترعة حيفضل مجلس البهارسيا فى جتتنا يرعى و يبرطع كمان.
لازم يغوروا. مش حينفع أى بديل تانى. و ييجى مجلس رئاسى يتفق الناس عليه مع بعض فى الميدان (أى ميدان انشالله يكون دوران  شبرا و لا مستشفى عين شمس) و الأسماء المحترمة تم ترشيحها فعلاً و صعب أصدق ان يبقى فيه اعتراض على توليفة من نوعية د. عبد المنعم أبو الفتوح و د. حازم أبو اسماعيل و د. محمد البرادعى و المستشار مكى و المستشار زكريا عبد العزيز و غيرهم.


الحكاية مش بالتعقيد ده بس لازم الناس تصمم و تثبت و تصبر. بالترتيب ده: تصميم على الهدف و ثبات على الموقف و صبر على المكاره.  مش معقول أبداً يبقوا الناس فى اليمن و سوريا أكثر شجاعة أو صبراً من المصريين. دى حتى تبقى جرسة و عيبة. و لا إيه؟     

1 comment:

  1. رؤية واضحة ودعوة صريحة للحفاظ على الثورة اللى كادت أن تضيع

    ReplyDelete